الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

عن الاكتئاب أحدثكم

 ماذا سيقول الناس عني؟ للأسف ما زالت هذه الجملة تسيطر بشكل كبير على المواطن العربي، الذي أصبح اليوم أكثر تقبلاً لمناقشة قضايا المجتمع بشكل إيجابي، ولكنه يصاب بالبكم حين ترد كلمة مرض نفسي، يُعد العاشر من أكتوبر اليوم العالمي للصحة النفسية، ومن خلاله يسعى جميع المهتمين للتوعية بأهمية معرفة والاعتراف بهذه الأمراض، التي لا تختلف عن الأمراض الجسدية التي نعرف، فهي تماماً مثلها تحتاج لتشخيص وعلاج.
وبسبب الضغوط المستمرة وروتين الحياة الحديثة أصبح الاكتئاب من الأمراض المنتشرة بشكل كبير في المجتمعات، الاكتئاب مثل أي مرض يصيب الأشخاص ويسبب لهم ألماً نفسياً وجسدياً جسيماً، وكما جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية فالاكتئاب السبب الرئيس الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.
الاكتئاب يسحب الشخص من حياته بهدوء، بالرغم من استشعار المريض للأعراض ولكن يفضل ألا يناقشها مع أحد أو يستشير فيها طبيباً، خشية من ما سيطلق عليه من ألقاب تنتقص من سلامته العقلية، ومن ثم عزله من المجتمع بشكل مجحف، وهذا هو السبب الرئيس في أن يصل الحال بشخص يعاني من مرض إلى الانتحار، بالرغم من توافر العلاج الناجع لحالته.
لذلك هناك ضرورة أن يكون هناك توعية بشكل رسمي لمختلف الفئات، لخلق مجتمع متحضر يعترف ويدرك أهمية الصحة النفسية وتأثيرها في نهضة المجتمع.

صنع بسحرك

في كثير من الأحيان يجذبني نغم معين، أجدني أستمتع بمخارج الحروف تحت وقع ذلك اللحن تحديداً، فبدأت بالبحث والقراءة في هذا المجال لأجد عالماً من الجمال الذي يتشعب ليملأ الحياة عذوبة، تحت مسمى فن المقامات الصوتية، الفن الذي تفرد بأن يقر ويوافق عليه ويستخدمه القارئ والمنشد والمغني على حدٍّ سواء.
ما زلت أبحث حتى أدركت معاني الألحان، والغريب مدى تأثيرها في مزاجي طوال اليوم، مثلاً أذان الفجر من مسجد الحي حين يكون على مقام النهاوند الذي يشع بالعاطفة والحنان والرقة، كان ذلك كفيل بأن يبعث النفس على التفكر والتدبر والخشوع، لتبدأ يومك باحثاً عن الجمال حولك في أصغر الأمور، وهو أيضاً مقام تتلذذ به في آيات السرور والنعيم.
بينما أذان الحرم الذي دوماً نردد أن له وقعاً ساحراً، وليس ذلك بالغريب، فهو يصنف تحت مقام الحجاز، المقام الذي أطرب له بشكل شخصي، مقام يمتاز بالهيبة والاحترام والحنية، تستشعره النفس، حيث إنه يميل إلى الحزن والعاطفة معاً، فتجد الجلال يسري في جنبات المصلين السائرين إلى الحرم.
فن المقامات من الفنون التي لم تأخذ حقها من ناحية التعريف بها، ومن ناحية تدريسها أيضاً، أستغرب ألا تكون ضمن المناهج الدراسية، فن يستفاد منه في الخطابة والحديث، والأهم أنه يهذب النفس.
«صنع بسحرك» هي اختصار للمقامات الرئيسية، ابحث للاستمتاع بها.

استمع إلى نفسسك

تقول سيدني هاريس: وقت الاسترخاء يحين عندما لا يكون لديك وقت له، إن الشعور بالإجهاد في مجتمع اليوم أمر أصبح واقعاً وعلينا تقبله، وخصوصاً بعد العودة إلى الجدول اليومي المزدحم، وذلك أمر لا نستطيع التحكم به، ولكن بمجرد معرفة كيف ومتى نصاب بالإجهاد، وهو أمر يقع ضمن مقدرتنا، عندها نعمل على التخطيط له وتجنبه.
ليس من الغريب شعورنا بالإرهاق والتعب في آخر يوم إجازة أسبوعية، وأيضاً المزاج الحاد في منتصف يوم عمل طويل، وربما تتضاعف الأمور لتكون هناك آلام جسدية مرتبطة بالضغوطات النفسية اليومية التي نتهاون في معرفة أسبابها أو البحث عن حلول لها.
إذاً ماذا نستطيع أن نفعل حيال ذلك؟ هناك العديد من الطرق التي تساعدنا في تخطي هذه المنغصات، ولكن أجد الأهم هو التركيز على كيفية منع حصول الإجهاد في المقام الأول، وهذه بعض النقاط التي قد تساعد في تجنب الإجهاد.
1-القيام بمهمة واحدة محددة في كل مرة يساعدك على التركيز ويعطيك شعوراً بالإنجاز دون إجهاد.
2- استمع إلى نفسك، وافهم احتياجاتها، وامنحها فترة راحة.
3- كلنا نسعى إلى الكمال، ولكن يجب أن تدرك أن المطلوب منك أن تعمل ما في استطاعتك فقط.
4- أهم النقاط التي تعلمتها من خلال تعاملي اليومي، فصل العمل عن الوقت الخاص، فلا تبدأ عملك قبل الوقت ولا تكمل بعد انتهائه.

لمن تقرأ؟

في السابق لم أكن أتعب كثيراً في انتقاء الكتب، كان هناك دوماً أسماء تتردد بشكل دائم أنها أفضل الكتب، وللمصداقية لم أكن أعلم لماذا؟ ولكن كنت أقتنيها مثل غيري من مدمني الكتب، أما الغريب أني في أغلب الأحيان أحصل على أسماء كُتاب جدد، وليس جدداً بمعنى للتو ولجوا عالم الكتابة، إنما أسماء لم تُعرف بالرغم من وجود إصدارات عدة لهم.
كبرت وتطفلت على عالم الكتابة، ولتلوموا الصحافة فهي ما شغفتني حباً، ولكن وجدت أن الوضع لم يتغير، لا تزال هناك هالة من القدسية على بعض الأسماء، بالرغم من أني أجد ما يقدمونه لا يتعدى ثالوث الكتابة الأزلي، واكتشف بين حين وآخر أسماء كُتاب جدد، وهنا أقصد أسماء لم تحظ بالشهرة التي تستحق، قد طمرت إعلامياً.
وذلك ما يجعلني أتفكر طويلاً، هل أصابتنا مواقع التواصل الاجتماعي بالعمى الأدبي، هل أصبح المهم أن يكون لك متابعون لكي تحظى بقيمة أدبية؟ أنا هنا لست أنتقد ولا أقيم، وبالتأكيد هناك اختلاف أذواق وتشعب في الآراء في هذا الموضوع بالذات، موضوع الكاتب ومن ثم الشهرة أم الشهرة وما يشبه كاتب، وإن توافق الاثنان فذالك خير على خير.
مؤمنة بأن الكاتب الحقيقي يفرض نفسه، وإن كان ذلك بعد رحيله، وأن ما دون ذلك سيرحل، إنما لا يزال لدي تساؤل، أعزائي القراء عموماً ما الذي يجذبكم، وكيف تختارون؟

الأحد، 10 سبتمبر 2017

عُدنا

أيام قليلة ويبدأ عام دراسي جديد، متمنين أن يكون عاماً سعيداً مفعماً بالنشاط والمرح، مع الأسف نجد أن أغلب أبنائنا يستقبلون سنتهم الدراسية بسلبية، وكلمات تدل على الضيق، وهذا ما نجده لدى طلبة المدارس بينما طلبة الجامعات يختلف الأمر فتجد لديهم شوقاً ورغبة عارمين للولوج إلى عالمهم الجديد.
وذلك ليس مستغرب، فالأهل بطبيعة الحال زرعوا في اللاوعي لدى أبنائهم أن المدرسة هي قيد وواجبات مستمرة، بينما الجامعة هي مكان رائع بعيد عن تعقيدات الواجبات اليومية، وبالرغم من عدم صحة ذلك إلا أننا مع الأسف أصبحنا نبرمج عقول صغارنا على نبذ المدرسة، وذلك ما يسبب أزمة يومية صباحية، مع سؤال دائم: متى أنتهي من هذه المدرسة؟
المدرسة فترة زمنية طويلة، تتطلب صبراً مع خطة واضحة لجعلها المكان المحبب لقلوب الطلاب، وهنا يجب أن يكون هناك شراكة مزدوجة بين البيت والمدرسة، فعلى الأهل أن يستخدموا الكلمات الإيجابية عن الدراسة، مع وضع وقت خلال اليوم للتنفيس عن أبنائهم كاللعب في الخارج، إضافة إلى تحفيز أبنائهم على إخراج مواهبهم، مع اعتماد نظام مكافآت متنوع، أما المدرسة فيقع عليها خلق أجواء من السعادة بالمسابقات اليومية، واعتماد نوادٍ متنوعة تناسب ميول الطلبة، وألا يكون هناك ضغط على الطلبة بسبب الاختبارات والنتائج، وأن يكون كل مدرّس ومدرّسة مدركين أن واجبهم هو خلق جيل متزن ومبدع.

تجارة ورق

عندما كنت صغيرة لم تكن تتوفر مكتبات كبيرة، لذلك كنت أنتظر معارض الكتب بشوق ونهم كبيرين، وكان أهم ما يميز الكتاب ذاك الوقت محتواه، فلم نلتفت إلى جودة الورق وشكل الغلاف، وفي ذلك الوقت كانت أسعار الكتب تقع في حد المعقول، من واقع أني أجمّع مصروفي إضافة إلى ما يقدمه لي والدي، كدعم وتشجيع لهواية القراءة لدي.
حتى جاء يوم واستغربت ارتفاع أسعار الكتب، فقال لي صاحب إحدى الدور أن سعر الورق قد ارتفع، لم أفكر طويلاً هذه حال الحياة، في السنوات القليلة الماضية بدأت معضلة كبيرة تواجهني، بعد انتشار المكتبات وتنوع دور النشر، وهي كيف اشتري كتاباً من دون أن أضرّ بميزانيتي، للأسف أصبحت أجد أن ما يحدد سعر الكتاب هو شهرة الكاتب والغلاف وجودته إضافة إلى الأوراق في الداخل التي أصبحت كأوراق المجلات لامعة.
إنّ ارتفاع أسعار الكتب أمر محزن، خصوصاً لمن لديه عائلة، فأسعار كتب الأطفال أمر لا يصدق، ولكن ما يكمد القلب أن يكون هذا الكتاب مجرد شكل دون محتوى، أنا هنا لست أنتقد ولا أقيّم، إنما أتساءل كأيّ شخص مهتم بالقراءة، ما العمل؟
أعلم تماماً معنى جذب الجمهور، ففي النهاية النشر هو عمل كأي عمل، وأدرك أهمية الغلاف وجودته في التسويق، فكل ذلك ضمن دراستي، ولكن أليس من حق القراء أن يحصلوا على كتب بجودة جيدة وأسعار معقولة؟

الجمعة، 11 أغسطس 2017

زكاة العلم

القراءة لها رونقها المتفرد، أريدكم أن تفكروا معي، كيف تطور من نفسك؟ كيف تصبح صاحب شخصية جذابة؟ كيف تصبح قائداً؟ وحتى كيف تعد الطبخة الفلانية؟ كل ذلك علم مكتسب ليس أمراً فطرياً بحتاً، ولن يختلف شخصان على أن كل الطرق ستوصلك في النهاية إلى المنبع الرئيس وهو الكتب.
من متع الحياة لدي قراءة الكتب، لذلك أصبح الخروج للمكتبة لاقتناء الكتب من أهم المشاوير التي كنت أحرص عليها، بل وأستمتع بها إلى أقصى الحدود، كنت أصرف وقتاً ومالاً كثيرين في المكتبات ومعارض الكتب، ولكن كنت أحرص عليها جداً، فأصبحت أكنزها، وفي النادر أتنازل عن أحدها، حتى في يوم تنبهت لأمر غير تفكيري.
شراء الكتب هو استثمار في مجالات عدة تصب كلها في مصلحتك، أنت تكتسب من الكتب الجيدة المعلومة وتحصل على المتعة، ومن الكتب التي لا تناسبك تدرك أهمية التمعن في اختياراتك، فالكتاب الجيد إضافة لي قد أحتفظ به للرجوع إليه مستقبلاً، والكتاب الذي لا يحتوي أمراً أستطيع أن أستفيد منه أنا، هناك من سيستفيد منه بشكل أو بآخر.
الكتب ثروة وبرأيي هي قسمان، الأول: يمكن العودة لها مجدداً والاستفادة منها وهذه لا يمكن الاستغناء عنها، والثاني: يكتفي الشخص بقراءتها مرة واحدة، ولن يعود لها والأفضل ألا نحصرها لدينا، لتبقى ديكوراً لأن تزكية العلم نشره ونفع الناس به.

كل اكتشاف رحلة

إن الفن الغرافيتي من الفنون التي جذبتي خلال دراستي، بالرغم من أن البعض يراه فن شوارع، وآخرين يعتبرونه من الفنون السهله، ربما لعدم وجود منهج محدد له أو متاحف تحتويه، ولكن أجد أن فن الجرافيتي فن من نوع خاص.
في كثير من الأحيان أقوم بربط نوع من الفن بآخر، ليسهل علي فهمه ومراجعته خلال أوقات الاختبارات، وهنا لن أتحدث عن الغرافيتي كفن رسم على الجدران والتعبيرعن فكر الراسم، إنما سأتحدث مما اختبرته فقد خضت دراسة الرسم الجرافيتي، وكانت لي معه علاقة طيبة.
حسنا دراسة الرسم الغرافيتي هي خليط من دراسة فن الخط، وفن الرسم، وفن الابتكار، مع لمسات من دواخلك مثل الغضب أو الفرح من شي أو قضية، وأيضا تحتوي اللوحة الفنية النهائية على جزء من ثقافة الراسم، وجزء كبير من إحساسه بالآخر، لتوصل ذلك للقارئ وهنا أعني من سيقرأ اللوحة، وهذا ما أجده مطابق لفن المقال، فهو يطرح قضية ويناقشها من منظور الكاتب وإحساسه وتفاعله مع الآخر مع مزج بين فنون الحديث، بحسب القضية والفكرة التي يريد الكاتب أن يوصل القارئ لها، مع مزج بين فنون السرد والنثر والقصة من وجهة نظري بالطبع، وهذا ما وجدت أن له أثراً مبهراً مع القارئ، بحيث يكون التفاعل في كل مرة مختلف، والأهم أنه يترقب المزيد، وهكذا يستمر الفنان والكاتب، فشكراً لكم.

غرافيتي

إن الفن الغرافيتي من الفنون التي جذبتي خلال دراستي، بالرغم من أن البعض يراه فن شوارع، وآخرين يعتبرونه من الفنون السهله، ربما لعدم وجود منهج محدد له أو متاحف تحتويه، ولكن أجد أن فن الجرافيتي فن من نوع خاص.
في كثير من الأحيان أقوم بربط نوع من الفن بآخر، ليسهل علي فهمه ومراجعته خلال أوقات الاختبارات، وهنا لن أتحدث عن الغرافيتي كفن رسم على الجدران والتعبيرعن فكر الراسم، إنما سأتحدث مما اختبرته فقد خضت دراسة الرسم الجرافيتي، وكانت لي معه علاقة طيبة.
حسنا دراسة الرسم الغرافيتي هي خليط من دراسة فن الخط، وفن الرسم، وفن الابتكار، مع لمسات من دواخلك مثل الغضب أو الفرح من شي أو قضية، وأيضا تحتوي اللوحة الفنية النهائية على جزء من ثقافة الراسم، وجزء كبير من إحساسه بالآخر، لتوصل ذلك للقارئ وهنا أعني من سيقرأ اللوحة، وهذا ما أجده مطابق لفن المقال، فهو يطرح قضية ويناقشها من منظور الكاتب وإحساسه وتفاعله مع الآخر مع مزج بين فنون الحديث، بحسب القضية والفكرة التي يريد الكاتب أن يوصل القارئ لها، مع مزج بين فنون السرد والنثر والقصة من وجهة نظري بالطبع، وهذا ما وجدت أن له أثراً مبهراً مع القارئ، بحيث يكون التفاعل في كل مرة مختلف، والأهم أنه يترقب المزيد، وهكذا يستمر الفنان والكاتب، فشكراً لكم.

حلاوة الدنيا

هناك مقولة تقول: الحياة قد تتعثر ولكنها لا تقف، والأمل قد يقل ولكن لا يموت، والفرص قد تضيع ولكنها لا تنتهي.
وجدتها قد تجسدت بشكل مبهر في مسلسل حلاوة الدنيا، وهو مسلسل درامي اجتماعي عرض في شهر رمضان، تدور أحداثه حول أمينة الفتاة المقبلة على الحياة التي كان أكبر منغصاتها في الحياة مشاكل العمل، وبينما هي تستعد لزفافها تكتشف قبيل موعد زواجها أنها مريضة باللوكيميا فتنقلب حياتها وأهلها رأساً على عقب، لتستكشف الحياة من منظور جديد، فتتعرف إلى نفسها ورغباتها الحقيقية، والتغيير لم يكن حصراً عليها إنما على كل من ترتبط بهم من أهلها وأصدقائها. وكأي قصة لا بد من وجود الحب، الذي هو أساس في كل أمور الحياة، فتتعرف إلى سليم مصاب بسرطان الدماغ لتبدأ قصة حب وخوف وكفاح في سبيل الحياة.
هنا لست أكتب لنقد المسلسل، ولا عن المشاعر التي أحسستها، ولكن أكتب لنتفكر سوياً، كم مرة فكرنا بآخر يوم لنا، وكم مرة عشنا اليوم بيومه، بالمتعة التي يحتويها وبالسعادة الصغيرة المخبأة في وجبة لذيذة وصحبة طيبة، لفتتني كلمة البطلة الأخيرة: (أنا قررت أعيش، أعيش بجد).
أجد أن المسلسل ربما كسر حاجز الخوف من المرض لدى الكثيرين من المصابين به ومن حولهم، وفي الوقت ذاته منح المرضى أملاً من خلال جرعة إنسانية إيجابية مُحركة للمشاعر.

السبت، 8 يوليو 2017

عطر

بعد زيارة صباحية لأحد محلات العطور وجدت الروائح العطرة تلفني، وكأنني قد لبست أكليلاً من الزهور والورود المعطرة بالمسك والعنبر، واستمرت معي حتى وقت طويل بعضها خفت والآخر بقي، ولكن الشاهد في الأمر أني كنت مستمتعة جداً بها بل وأعطتني طاقة غريبة لأكمل عملي طوال اليوم باستمتاع تام، وأيضاً أصبحت أكثر تفاعلاً مع من حولي.
في المساء بدأت مقارنة صغيرة، بين مدى تشابه العطور وتأثيرها في النفس، والأصدقاء وتأثيرهم فينا، وجدت أن هناك شبهاً مهولاً بين الاثنين، بحيث أن الأصدقاء مثل العطور تماماً، هناك أصدقاء مثل العطور الثمينة النادرة والفواحة التي تثبت وتبقى طويلاً، تجدهم معك حين تحتاج إليهم لا يخذلونك ويبقون ملتصقين فيك بالرغم من التغيرات التي تمر بها وتظل كلماتهم مثل العطر تريحك وتشد من عزيمتك، وهناك أصدقاء مثل العطور الجميلة المعقولة والمقبولة، التي لها وقت ومن ثم تخفت تدريجياً حتى تجددها، ولكن يبقى لها وقع جميل في نفسك.
هؤلاء الأصدقاء الذي يبقون معك طوال اليوم، تخرج معهم وتتشارك معهم اهتماماتك، بينما هناك عطور لا تمت للعطور بصلة، مجرد شكل أو اسم يخفي رائحتها التي لا تطاق، بمجرد أن تستخدمها تدرك أنك خسرت مالك ووقتك وربما بعض احترامك لذاتك، كما من ظننته صديقاً ومع أبسط اختبار يومي تجده ينقلب عليك ويتركك. الصديق كالعطر كل ما عليك الاختيار.

الخميس، 29 يونيو 2017

قلبي أخضر

كثيراً ما أسمع كبار السن يرددون قلبي أخضر، إشارة إلا أنه ما زال يتحلى بصفات الشباب والقدرة على مجاراتهم، أو أنه ما زال يستمتع بالحياة ولديه رغبة في أن يستمر بذلك، ولكن هل نحن ندعم أهل القلوب الخضراء أم أننا بأنانية نحولها إلى قلوب بلا لون ولا حياة.
في كثير من الأحيان خلال السفر أجلس وأتأمل الناس حولي، حركتهم وتفاعلهم، ودوماً يشدني منظر كبار السن الذين بالفعل يستمتعون بالحياة، يمارسون رياضة الصباح ويرتشفون أكواب الشاي مع الكعك ما قبل الظهيرة، ما يجعل فترة الظهيرة الوقت الأنسب لممارسة هواياتهم بمختلف ميولهم، ولا يحل المساء إلا وهم بكامل أناقتهم واسترخائهم يستعدون لأمسية لطيفة مع من يحبون.
بالتأكيد ليس هذا جدولاً مقرراً على جميع كبار السن، هناك من تجدهم ما زالوا يمارسون أعمالهم مجبرين أو راغبين، ولكن الأهم أنهم ما زالوا يمارسون أمراً يجعلهم يستشعرون أن لديهم قلباً أخضر، للأسف نجد أن بعض المجتمعات تمارس ضغطاً غير مباشر على كبار السن يجعلهم مجبرين على أن يتخلوا عن رغباتهم وطموحاتهم، على الرغم من وجودهم في مجتمع محب ومتراحم، إلا أن بعض الضغوط الاجتماعية التي تمارس للحد من حرية هذا الشخص، تكون مجحفة في حق رغبته بالاستمتاع بالحياة، على الرغم من أنه لن يخرق قانوناً ولن يشذ عن العرف.
كما تتم رعاية الشباب باهتمام وحرص، يجب أن يُرعى الكبار عرفاناً وتقديراً لجهودهم وعطائهم.

مدرب شخصي

في أغلب الأحيان حين نرغب بالتغيير نبحث عن تاريخ أو حدث يكون هو يوم الانطلاق نحو التغيير، كمثال أغلب من يبدأ بحمية غذائية لا يختار يوم الجمعة، كونه يوماً مفتوحاً كما تم التعارف عليه، ويتم فيه كسر الروتين الغذائي الأسبوعي.
والآن ها قد جاء رمضان شهر التغيير، شهر الانتقال من التيه إلى الرحمة، شهر يشد على أيدينا نكتسب من خلاله القدرة على فهم أنفسنا، ويجعلنا ندرك مدى قدرتنا وقوتنا على أن نحقق ما نريد، من خلال الصبر والعمل، دوماً ما أجد شهر رمضان مدرباً شخصياً، نتعامل معه بكل جدية، في مختلف مجالات الحياة اليومية، في الطاعة والتعبد تجد الناس تسعى سعياً حثيثاً، فالكثير يبتعدون عن بعض العادات اليومية التي لا يمكن لهم أن يتركوها، تعظيماً لحرمة هذا الشهر، وذلك بحد ذاته كفيل ليخبرك عن مدى قدرتك على أن تتخلى عن العادات السيئة في مختلف أمورك.
ففي رمضان يكون لديك روتين منتظم لمدة شهر كامل، وهذا الروتين كفيل بأن يجعلك تنتظم في جدول جديد، تتبنى عادات جديدة أو تتخلص من عادات لا تعجبك في نفسك، وهذا كله سيتم تخزينه في اللاوعي لديك حتى يصبح عادة تمارسها دون تفكير، لذلك هذه الفرصة التي تأتينا كل عام مرة يجب علينا أن نتأملها ونفكر كيف بإمكاننا أن نسخرها بما يعود بالنفع علينا طوال العام.

مسافر

في أحد المجالس العفوية مر سؤال جعلني أقف وأفكر طويلاً، لماذا تسافر؟ هل فكرتم لماذا تسافرون؟ بطبيعة الحال ستختلف الإجابات باختلاف الأشخاص ومفهومهم للسفر، ولا ننسى الظروف المتعلقة بالسفر من سياحة أو علاج أو عمل، ولكن فعلاً بدأت أفكر لماذا أسافر.
في كثير من الأحيان يكون السفر رغبة في التخلص من الروتين الذي ليس لدي مقدرة لأن أتخلص منه ما دمت في المكان ذاته الذي أمارسه فيه، والروتين من الأمور التي تقتل روح التغيير وحب الاستكشاف، ولكن في بعض الأحيان أجد أن السفر مرتبط بغاية أخرى، التعرف على النفس بشكل أفضل، في السفر نخرج عن نطاقنا المعهود في التعامل مع أنفسنا ومع من حولنا، من خلال السفر أدركت نقاط القوة لدي، وأيضاً اكتشفت بعض نقاط تحتاج لأن أعالجها، ولكن أجمل ما وجدته في السفر هو كيفية تغير النظرة المحدود للعالم، ففي السفر تتعامل مع ثقافات مختلفة جديدة، وإن كانت رحلتك لبلد يتشابه مع طبيعة بلدك ومعتقداتك، ستكتشف عادات جديدة، وستنفتح على أسلوب ثقافي مختلف تماماً.
من خلال السفر بدأت أدرك أهمية التسامح واحترام المعتقد، فمن خلال التعامل المباشر والاحتكاك بالأشخاص في الأماكن العامة والمناطق الخدمية، وجدت أن الشعوب الأخرى لا تختلف عنا إنما نجهل مدى تشابهنا، وهنا وجدت أن السفر من الأمور التي تجعلني أتقبل الآخر بشكل أفضل، لذلك أسافر.

قتل الإبداع

عندما طلبت المعلمة من الطلبة أن يرسموا مربعاً كما علمتهم، اتبع الجميع ذات النهج ورسموا مربعاً إلا طالباً واحداً، رسم مربعاً بأسلوب مغاير فرسم مثلثين ولصقهما ببعضهما ليكونا مربعاً، لم تتقبل المعلمة هذا الفعل واعتبرته بطيئاً في الفهم، ولا يستطيع أن يجاري باقي المجموعة في الفهم والاستيعاب.
الحقيقة أن هذا النهج بات سائداً في أغلب المؤسسات مع بالغ الأسف، فكلما جاء شخص بفكرة جديدة يتم رفضها وإقصاء ذلك الشخص عن المجموعة، وكأنه ميكروب سيصيب باقي الأعضاء بالعطن. أغلب من يرفضون تقبل الاختلاف أناس يفتقرون لنضوج مداركهم، ويفضلون أن يبقوا في مساحة الراحة، وإن كانت صحراء جرداء أو مستنقعاً عفناً.
الموظف والطالب الذي يبتكر ويملك طموحاً وخيالاً مقترنين بهمة وعمل، غالباً يصاب بالإحباط جراء مسؤولين لم يغيروا حتى لوحة في مكاتبهم منذ أن بدأوا العمل قبل أعوام طويلة، الجيل الجديد يحب العطاء، يسعى للتغيير والتميز في شتى المجالات، بينما يصطدم بعائق رغبة مسؤول في إتمام العمل بشكل روتيني، ليحصد شهادة باردة تُرمى في أحد أدراجه.
من خلال دراستي في الكلية، أن تقوم بالعمل المطلوب فذاك يعني حصولك على درجة مقبول فقط، وأن الجيد جداً والامتياز لا يأتيان بمجرد اتباع النموذج، وإنما بالتفكير خارج الصندوق، واستكشاف أمور جديدة لمقارنتها مع المعلومات السابقة، فهلاّ أفسحتم المجال للمتفائلين؟

قهوة ورق

لفتني عنوان المبادرة السلس واللطيف، لها وقع جميل على المستمع، وعنوان بسيط بحيث يسهل تداوله ولافت في آن واحد، ما يجعله عنواناً أو شعاراً ناجحاً من وجهة نظري.
المبادرة تسعى لجعل المتابعين يقرؤون كل أسبوع فصلاً من كتاب، ويلخصونه بأسلوبهم الخاص، لا عن ماذا تحدث الكتاب؟ بل ماذا استفدت من الكتاب؟ وهكذا يتم تبادل أفضل الآراء بحيث تعم الفائدة على الجميع. إلى هنا وأنا أجدكم ترونها مبادرة قيمة ولاقت استحسانكم ولكن أين الجديد؟ الجديد أنها مبادرة يطلقها شاب من مشاهير التواصل الاجتماعي، عرفه الجمهور كمنشد وناشط اجتماعي في مجال دعم المرضى، وحاصل على الرخصة الدولية للعمل التطوعي، هذا الشاب المتفرد بعفويته المطلقة وأسلوبه البسيط القريب للقلوب هو معاذ الحواس.
ما يميز معاذ أنه على الرغم من الشهرة والأضواء لم ينجرف خلف الإسفاف الذي نشاهده بين أغلب مشاهير التواصل الاجتماعي، فرض احترامه باحترام متابعيه، فلا يقدم إلا كل ما هو مفيد في مختلف المجالات، يشاركهم يومياته دون تصنع، ويناقش القضايا التي تهم أغلب المجتمع بصراحة وموضوعية، رافضاً أن يجعل همه الأوحد صورة المشهور الذي يعيش في عالم مثالي أقرب للخيال.
وأخيراً أطلق معاذ مبادرة قهوة ورق، ليؤكد أنه بالفعل يهتم بأن يقدم كل ما فيه متعة وفائدة للمتابعين بأسلوب راقٍ، هو مثال يحتذى به يا شباب.

الخميس، 6 أبريل 2017

صناعة الفن

  

 في كثير من الأحيان عندما نجتمع لمشاهدة برنامج أو فيلم يعرض على التلفاز نجد آراء وأذواقاً مختلفة ومتنافرة بعض الأحيان، مما يحدونا لإغلاق التلفاز ليلتف كل شخص لمتابعة ما يناسب ذائقته عبر جهازه الخاص؛ لكن ذلك يحدث مع الإنتاج الجديد الذي يُضَخ في الساحة الفنية، بينما النقيض تماماً عندما يكون ما يعرض على الشاشة عملاً يعود إلى ثمانينيات القرن المنصرم وما قبلها.
أستغرب كثيراً من مدى حرفية الكثير من تلك الأعمال على الرغم من افتقارها للكثير من المعدات التي تستخدم الآن لتبهر المشاهد، إلا أنها حصدت الديمومة، رغم زوال العديد من القضايا المطروحة في المادة الفنية من مسرحية أو فيلم أو حتى تمثيلية، إلا أنها ما زالت تجذب المشاهدين، وليس الكبار بالسن بل حتى الصغار الذين ولدوا في الألفية الجديدة.
أجد أن ما كان يقدم بالسابق من أعمال يعتمد بشكل مباشر على مهنية وحرفية فريق العمل ككل من مخرج ومصور وممثل والمونتاج وأيضاً السيناريست، كان العمل أقرب للأعمال اليدوية الفنية كالرسم والنحت التي على الرغم من بساطتها، وأقصد هنا المواد، إلا أن المتعة في إعدادها والفكرة التي تحتويها تجعلها ذات قيمة وتصبح تحفاً فنية تتبناها المتاحف لتصبح من ضمن الإرث الفني، وقياساً على ذلك أي عمل يعتمد على المعدات فقط يخرج من دائرة صناعة الفن ويعتبر إبهار إنتاج تكنولوجي بحت.
m.salem@alroeya.com

إلى متى؟

 

 إن سلمنا بعدم قدرتنا على منع الشباب من متابعة بعض حسابات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن نحترم قرار وحرية كل شخص بما يتابعه، فإننا نستطيع أن نتحدث وبشكل صريح عن التجاوزات التي تنتشر انتشار النار في الهشيم من إعلانات مستترة.
أغلب حسابات أولئك المشاهير تنشر دعايات مدفوعة الأجر بأسلوب دائم، إلا أنها لا تذكر أن هذه دعاية مدفوعة، إنما يدعي صاحب الحساب أنه جرب هذا المنتج أو زار ذاك المطعم وأعجب بما يقدمه من خدمة، لذلك هو يتحدث عنه، بينما هو يخفي حقيقة الأجر الذي يحصل عليه أولاً، وأن جميع المنتجات التي يعلن عنها تصله مجاناً.
مثل هذه الأفعال التي تفتقر للمصداقية، إضافة إلى كونها تدليساً للحقيقة، تستوجب وقفة صارمة، أسوة بأي عمل مسيء يقدم عليه أي شخص في أي مجال، والمستغرب أنه إلى الآن لا يوجد قانون يلزم هذه الفئة بأن تذكر أن ما تفعله ليس تجربة شخصية إنما عمل وله أجر.
في الولايات المتحدة صدر قانون يجرم أي شخص يعمل دعاية لمنتج أو مشروع من دون أن يذكر أن ما ورد في الفيديو أو الصورة هو دعاية مدفوعة الأجر، وكان للمشاهير نصيب كبير فيها، إذ غُرِّمت مجموعة منهم، وبعدها تجد الكل يوضح حقيقة ما ينشره للجميع.
m.salem@alroeya.com

الأربعاء، 22 مارس 2017

تأمُلات

ما هو المحدد الرئيس لنجاح كتاب؟ إقبال الجمهور عليه، نفاد النسخ، الشهرة العالمية والمطالبة بترجمته، كلها ربما؟ ولكن الأهم ماذا غير محتوى هذا الكتاب في القارئ؟ وهنا يكمن التفرد.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القائد المهلم، والكاتب الذي تفرد بسلاسة محتوى كتابه (تأملات في السعادة والإيجابية) مع سهولة فهم وتطبيق المحتوى، وضّح لنا كيف يجب أن يكون الكاتب الذي يسعى لإيصال رسالة سامية، ببساطة سموه رسم لنا خطاً واضحاً يقول فيه هكذا تصاغ الكتب.
في رحلة بحث طويلة عن كتاب (تأملات في السعادة والإيجابية) الذي مازال ينفد، ومازال الكثير يطالبون بنسخ منه، تذكرت كيف كان رد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في أحد اللقاءات مع مراسلة أجنبية حين سألته عن تأثر دبي بالأزمة العالمية، هو ابتسم وقال ذاك تحدّ جديد، وقريباً سترون نتيجته، والنتيجة كانت افتتاح أطول برج في العالم برج خليفة.
وجدت أن ثقة الناس بما يستشعرونه من قبل سموه بشكل يومي من إيجابية في العمل من أجل جعل السعادة أسلوب حياة للشعب، أبرز مصداقية الكتاب، وكل ذلك لا أستغربه، المفاجأة كانت عندما سُئلت لأكثر من مرة هل ترجم الكتاب أم بعد؟ وعندما أجيب لا أعرف، أجد ترقباً يتوقد في أعين الكثير لإدراكهم بأن ما سبقه فعل لابد أن يكون قولاً حكيماً، ويعتبر أنموذجاً يُتبع.

الاثنين، 20 مارس 2017

حكايا سعودي

 

  

مؤمنة بأن الجهل هو أساس الأزمات التي يمر بها الكثيرون، وهنا أقصد الجهل الثقافي، لذلك أجد أن أفضل ما يقضي على الجهل هو الفن والأدب في مختلف أشكاله.
وهذا ما يقدمه مهرجان طيران الإمارات للآداب في نسخته التاسعة هذا العام، حيث استقطب أدباء متفردين بأعمالهم وأطروحاتهم في مختلف أوجه الثقافة والأدب، وجمعهم تحت سقف واحد، مما يبرز لنا جمال التنوع والاختلاف.
إن أدب الرحلات وبالرغم من قلته يعد من أهم صنوف الأدب التي تزيح الغشاوة وتوضح الرؤية، كونها تنقل العادات والتقاليد والثقافة الأخرى بأسلوب قصصي أو سردي ماتع، مما يكسر الحواجز لدى القارئ، ويجعله يشعر بأريحية عند تعامله مع الثقافات الأخرى، وبرز ذلك في محاضرة الرحالة والكاتب السعودي عبد الله الجمعة، الذي قبل بدء محاضرته كانت هناك ألسن بلغات مختلفة تردد أين موقع محاضرة السعودي؟ فكان الحضور دليلاً على أن نقل ثقافتنا للآخرين ونقل ثقافتهم إلينا من خلال توثيق تجارب السفر سبب رئيس في التآلف.
عبد الله أمتع بحديثه وأبهر بنقل تجاربه، مما جعل الحضور بمختلف مرجعياتهم الفكرية والثقافية يستمتعون بحكاياته من كتابه حكايا سعودي في أوروبا، وإصداره الجديد حكايا سعودي في أمريكا اللاتينية، الذي يقول عنه عبد الله إنه سينقل من خلاله مشاعره بشكل مفصل أكثر، وكيفية تعامله مع الشعوب والثقافات المتنوعة في أمريكا اللاتينية، ننتظرك بشغف.
m.salem@alroeya.com

الجمعة، 27 يناير 2017

بالعربي


إن ما شهدته المنطقة من انتعاش في مجال الكتابة والنشر مؤشر إيجابي على الاهتمام بالعودة إلى اللغة العربية، وما قدمته دولة الإمارات في عام القراءة دليل قوي على أننا فعلاً نهتم بلغتنا ونفخر بها.
من ضمن رؤى المجلس الوطني للإعلام تطوير استراتيجية وطنية للنهوض بقطاع الإعلام، الذي يعتمد على اللغة العربية لغة رسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصاً على الحفاظ على لغتنا العربية سليمة، ولإنتاج موروث كتابي غني بالعلم والمعرفة، أقترح أن يُسن قانون يلزم أصحاب دور النشر وكل من يرغب في طباعة عمل كتابي أن يرفق معه شهادة تفيد بأن هذا الكتاب مدقَّق لغوياً وإملائياً، ومن ثم يُقبل النظر فيه في قسم الأنظمة الإعلامية لاستخراج إذن طباعة ونشر.
بحيث:
1- يلزم القانون جميع الناشرين داخل دولة الإمارات العربية المتحدة برسالة تدقيق لغوي وإملائي من قبل لجنة مختصة (أساتذة في اللغة العربية – أساتذة في الشريعة والقانون).
2- فرض غرامة مالية أو مادية أو عقوبة إدارية على دور النشر؛ لنشرها مواد كتابية تحتوي على أخطاء لغوية وإملائية.
3- إنشاء قسم خاص في المجلس الوطني للإعلام يهتم بشؤون التدقيق اللغوي والإملائي وإصدار شهادات التدقيق اللغوي لدور النشر.
4- إطلاق مبادرة وطنية لطلاب الجامعات الحكومية لخلق جيل متخصص في اللغة العربية والتدقيق اللغوي من خلال عمل دورات تختص بمنح شهادات معترفة في التدقيق اللغوي.
m.salem@alroeya.com

إنْدَاء


وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «إن دولة الإمارات ليست مركزاً اقتصادياً فحسب، وليست محطة سياحية بين الشرق والغرب، بل نحن مركز إنساني مهم على الساحة العالمية».
شعب الإمارات شعب أنعم الله عليه بالأمن والرخاء، ومن شكر النعم أن نقف مع المحتاج وننصر المظلوم ونجبر المكلوم، ليس من شيم الكرام المفاخرة بالمساعدات التي يقدمونها، ولكن هنا نريد أن نبين نهجاً، ونجعل هذا النهج أنموذجاً وقدوة لغيرنا من الدول.
إن 95 في المئة من المساعدات التي تقدمها الدولة مساعدات منح، لكي لا تثقل على الدول الضعيفة المستفيدة من هذه المساعدات، ومساعدات الدولة دوماً هدفها إنساني بحت، بعيداً عن عنصرية اللون والعرق والدين، نقبل التحديات الجغرافية والأمنية برحابة صدر.
إن ما يخطه أبناء الإمارات من صورة مشرفة مستبسلين في العمل الإنساني في المناطق المحتاجة حول العالم، متوكلين على الله، حاملين في قلوبهم حب الإمارات، ساعين لأن تكون دولة الإمارات الأولى إنسانياً، مدعاة فخر، ونسأل الله أن يتقبل شهداء العمل الإنساني بواسع رحمته.
m.salem@alroeya.com

الخميس، 5 يناير 2017

التطوع وإيجابيات أخرى

 

 إن من أكثر ما يجعل الشخص يستمر في عادة ما ويثبتها كركن أساسي في حياته، هو أن يدرك إيجابيات ما يقوم به، وذلك يجعل الشخص تلقائياً يقوم بهذا العمل من ضمن الروتين اليومي.
وفي العمل التطوعي نجد أن هناك من لا يدرك جميع جوانبه، نعم هو فعل خير والنفس البشرية جُبلت على حب الخير، ولكن عندما تريد تحويل الاهتمام أو الشعور بالعطاء إلى عادة، يجب أن تحفز نفسك أولاً بأن الأمر يستحق أن تصبر لأجله، قد تتعب في المنتصف ولكن عندما تضع الإيجابيات أمامك بالتأكيد ستستمر بطاقة وحيوية أكبر.
لذلك فكر بالإيجابيات الأخرى غير أنك تقوم بعمل خير، فأنت أيضاً تكوّن علاقات اجتماعية جديدة، وتتعرف على أشخاص جدد، وذلك يكسبك خبرات في فن التعامل، وفي ذات الوقت تعزز في داخلك الثقة بالنفس، وتبني داخلك احترام الذات، فضلاً عن أن هذه المشاعر المصاحبة لما سبق تحسن من الصحة النفسية للشخص الذي يمارس العمل التطوعي، بالإضافة إلى أن العمل التطوعي يدعم سيرتك الذاتية.
ولكن لا تسعى لتغيير جذري، تستطيع أن تبدأ بمن في بيئتك اليومية، والمميز أن هنا في الإمارات توجد برامج عديدة تناسب مختلف الاهتمامات يمكنك الالتحاق بما يناسبك منها، فهي ليست فقط تسهل وصولك لفعل الخير، إنما تقدم لك دورات متنوعة للإلمام بالعمل التطوعي، وتفتح لك آفاقاً جديدة للعطاء.
m.salem@alroeya.com

عام الخير أقبل

 

 كثر يترقبون العام الجديد بأمل متقد لتطوير وحصد طموحات جديدة، وآخرون يترقبون رحيل هذه السنة بكل ما حملته معها من آلام وخيبات. بينما في دولة الإمارات نترقب ما تسطره حكومتنا بتوق من خطط للعام المقبل لتنهض بالمواطن والمقيم على حد سواء، بعد ما عشناه مع عام القراءة من تميز وازدهار في مجال تنمية الثقافة لدى الفرد.
إن التطوع من أسمى المثل الإنسانية، ولما له من أهمية في تربية جيل معطاء أوجدت دولة الإمارات العربية المتحدة فرصاً متنوعة تناسب البيئة الإماراتية، وتغرس قيم التعاضد والتكاتف بين أبناء المجتمع، وكما قال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «الإمارات تستاهل .. ولها حق علينا جميعاً والطيب من يحاول رد شيء من حقوقها وأنتم أهل للطيب .. فيا أيها الشباب قدموا للإمارات تأهبكم»، وها نحن نتأهب مستبشرين بـ (عام الخير)، الاسم الذي لا يبدو غريباً على دار زايد، وعيال زايد من بعده.
نحن مقبلون على عام يتفاعل فيه القطاعان العام والخاص لترسيخ المسؤولية المجتمعية، لتؤدي كل فئة واجبها تجاه هذا الوطن، الذي أعطى الجميع من دون استثناء، ليكون الجميع شريكاً في تعزيز المسيرة التنموية لبلادنا، لذلك نتوقع أن نشهد تكاتفاً منقطع النظير بين جميع فئات المجتمع، لنعزز بذلك واقع دولة الإمارات دولة عطاء ومحبة وسلام.
m.salem@alroeya.com