الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

موسم الغيث

 



أصبحت الأجواء لطيفة هذه الأيام، أصبحنا نبتسم للشمس التي كنا نعقد حواجبنا عندما نراها. سبحان من أبدع جمال الغيوم البيضاء التي تحنو على المشتاقين للسكينة والرحمات.
الشتاء دوماً يجعلني أتفكر، يصفو ذهني بشكل كبير بمجرد أن أتأمل غيمة تمشي الهوينا مرتحلة بين البحر والجبال. كلما أمعنت النظر للجبال الراسيات حولي وجدت نفسي تسمو وتزداد عزيمة وإصراراً، الجبل بالنسبة لي علو وهمة، شيء متأصل في ذاتي أن أرتقي، أن أسمو، أن أكون دوماً صابرة قوية، أن أضع نصب عيني هدفي وأسعى له، تماماً كما كنت أفعل صغيرة بأن أصل لنقطة معينة في الجبل، متسلقة الحجر تارة، وأمشي حذرة تارة أخرى حتى أصل.
أما البحر هذا الخليج العربي الأبي الذي يحمل بين جنباته ذكريات من فخر وعزة وفقد أيضاً، فعلمني أن من مده قادر على أن يبدد حزني، كلما جلست على السيف أتخيل حياة أهلنا بصعوبتها ومرها وقلة حيلتهم، إلا أنهم استطاعوا أن يسخروا الموارد حولهم، أن يتأقلموا مع الوضع، علموني أن لا أنحني للصعاب الشديدات. تعلمت منهم أن أرخي الشراع حتى تمر العاصفة، ومن ثم أمده أبيض ناصعاً باسقاً، وأكمل المسير.
الشتاء عصف ذكريات وبداية طموحات جديدة، وليس مثل الشتاء صديق، فليله يطول لترتاح وتستكين، ونهاره يقصر لتتنسل من أضغاث الأعمال، مرحباً موسم الغيث.
m.salem@alroeya.com

لأنها أم




في أحد المحال التجارية وأنا أنتظر من معي أن ينتهوا من التسوق، جلست قربي سيدة وقالت لي أنا أيضاً أنتظر صغيرتي لتنتهي من التسوق، وابتسمت لي. رددت الابتسامة وأنا أفكر: لم أرَ أي صغيرة مرت من هنا .. حديث يجر حديثاً حتى خرجت صغيرتها، فابتسمت بصدق، وقلت هكذا هي عيون الأم.
تلك المرأة السبعينية كانت تنتظر صغيرتها الأربعينية، دوماً كنت أتفكر بعيون الأمهات كيف يروننا نعافر في هذه الحياة ونصبح راشدين كفاية؟! ولكنها ستؤكد عليك أن تلف شالاً على رقبتك لأن البرد شديد في الخارج، قد تتصل بصغيرها بعد أن استقل بمنزل خاص، وربما كوّن عائلة جميلة، وتقول: لا تنسَ أن تفطر قبل خروجك، كل ذلك يبدو طبيعياً بالنسبة لي على الأقل، ولكن كيف لها أن تكتشف ألمك وتعبك أو حتى قلقك دون أن تتحدث إليك. فقط اتصال يردك حين تكون منهكاً ومتعباً وضائقاً يقول: هل أنت بخير صغيري؟
الله سبحانه وهبهن قدرة على أن يتحملننا تسعة أشهر في أرحامهن، نتخلق في ظلمات ثلاث، وبعدها رزقهن صبراً لا يوصف ليبقين جوارنا عمراً كاملاً دون أي أجر يدفع لهن، ودون أي حكم أو قانون يجبرهن على القيام بكل تلك التضحيات.
لن نستطيع يوماً أن نفيهن حقهن لذلك كان الدعاء من البر، ولذلك دوماً أردد إنما الحب دعاء.
m.salem@alroeya.com

تاريخ اسمه زايد


الثاني من ديسمبر 1971 تاريخ حُفر بأحرف من نور، وسيبقى نوره يشع اتحاداً ومحبة وسلاماً ليوم النشور، تاريخ بين جنباته يحمل الوحدة بأسمى صورها، تاريخ لا يُذكر إلا ويُذكر معه المؤسس والباني والأب، تاريخ اسمه زايد.
كل يوم نتغنى بالنشيد الوطني الوحيد على هذه الأرض الذي يمجد الاتحاد، كل صباح عاش اتحاد إماراتنا، كل يوم نحصن هذا الوطن باسم الله، في كل يوم .. كلٌ في منصته ومن عمله يثبت أن «نبني نعمل» ليست مجرد كلمات نرددها إنما واقع نمارسه بحب وولاء.
في الثاني من ديسمبر، نحتفل بالاتحاد القائم وجهود وإنجازات مستمرة على الصعيدين المحلي والدولي، وهنا يجب أن ندرك أن هناك أمانة في أعناقنا، وقبل ذلك في صدورنا، أن نكون على العهد أن نصون الأرض، أن نحفظ هذا الاتحاد ونغرس في الأجيال المقبلة بذرة زايد، فزايد هو العطاء، فالأب الذي لم يبخل يوماً على شعبه، الأب الذي حمل على عاتقه أن يوفر لشعبه الأمن والرخاء، الذي إلى اليوم حيث ما حللنا نُعرف بعيال زايد، لذلك يوم الاتحاد ليس يوماً عادياً هو يوم لنفاخر بإنجازات هذه الدولة التي لم تقم إلا بجهد وكد وتعب، أن نجدد العهد بأن هذه الإنجازات ليست إلا بداية، وأننا سنستمر بإخلاص ولحمة على السير في طريق الطموح، وأن الغد الذي يرتقبه العالم هو هنا حاضر نعيشه في الإمارات.
إن دولة الإمارات منذ نشأتها إلى اليوم، تقوم على ركيزة الولاء التي من دونها تنخر الأحقاد والأطماع عمود الاتحاد، في هذا اليوم يجب أن نتذكر جيداً وقوف الشيخ زايد وبجانبه شيوخ الإمارات يرفعون علم الاتحاد الذي أصبح علامة فارقة في كل محفل دولي، من المهم أن نعي أن الاتحاد الذي نرفل في عطاياه ليس إلا جهداً وعملاً مستمرين.
الشباب عمود الدولة ومطالبون بأن يحموا الاتحاد، والدولة تنتظر منكم الكثير، أن تحملوا الشعلة وتواصلوا المسير فلا تجعلوا أحداً من الحاقدين يتسلل من خلالكم ويمزق هذه الوحدة، لا تتركوا مجالاً لأحد أن يزعزع ثقتكم بقوتكم وقدرتكم على أن تكملوا المسير، كونوا أنتم الدرع الحصين لهذا الاتحاد، فعليكم نعول بأن تستمر المسيرة.
m.salem@alroeya.com

لبيك يا الإمارات




نرددها صغاراً: دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا رمز العروبة، كلنا نفديكِ بالدما نرويكِ نفديك بالأرواح يا وطن، نعيها شباباً مستبسلين في الذود عن الوطن، هكذا هم شباب الإمارات، رجال زايد الذي غرس فيهم حب الأرض والذود عن العرض، شهداء الإمارات مشاعل تنير طريق الحرية للضعفاء، رجال تركوا لذيذ العيش في سبيل أن تستقر الأمة، أن تستمر الحياة بأمان وسلام.
إن شهداء الإمارات بما قدموه من تضحيات مهولة بيقين أن وطننا من المحيط إلى الخليج، وأن نموت لتحيا دولة الإمارات العربية المتحدة شامخة عزيزة مستقرة، ليس هتافات جوفاء، إنما إيمان وصدق عهد ووفاء، شهداؤنا اليوم أصبحوا أنموذجاً ومضرب مثل في الإقدام والعطاء.
يجب أن يدرك الصغير قبل الكبير أن هذه التضحيات التي قدمها شهداء هذا الوطن ليست واجباً فقط، إنما هو الولاء والحرص على أن نعيش في استقرار وأن نكون في أمان، هم سلموا الروح مستيقنين بجزاء الرحمن الرحيم.
إن من واجبنا اليوم أن نبين فضل هؤلاء الرجال، علينا أن نغرس في صدور الصغار معنى الولاء والتضحية والعطاء، وأن الوطن وحب الوطن ليس فقط في وقت الرخاء، ولا ننسى أن السلم مطلبنا الأول، وأن البغي والجور ليس من شيم الكرماء، ونحن هنا في أرض الجود وأرض العطاء موقنون أننا إن جد النداء كلنا نردد «لبيك يا الإمارات».
m.salem@alroeya.com

صمام أمان

 



الحياة لا تخلو من المنغصات، كلما تأتي أفر للحديث مع صديقتي بعدها أجد نفسي أقوى وأكثر إقبالاً على تخطي الصعوبات، الثقة التي يعطيك إياها من لا تربطك به صلة دم، وإنما صلة ود واحترام ومحبة تجعلك تعي تماماً أهمية أن تحيط نفسك بأصدقاء بحق.
الصديق صمام أمان يعلم دواخلك، يدرك أين يجب أن تقف، وأين يجب أن تحث المسير، يرى خلجات ذاتك من عينيك، يعرف تقلبات مزاجك من صوتك، لذلك الصديق هو من سيحميك حتى من نفسك بعض الأحيان، هو من سيروح عن خاطرك في وقت الضيق. من دون صديق لن يكون للجلوس في مكانك المحبب لذة، لن يكون للنجاح ميزة، لن يكون معك من تكبر، لتتشارك معه ذكريات الشباب، وتقهقهان طويلاً.
إن كنت تتساءل كيف أميز ذاك الصديق؟ سأجيبك، ولكن يجب أن تعي أن الأمر ليس بهين. الصديق من صَدقك، أي أصدقك القول إن كنت على حق كما إن كنت على خطأ، هو من يقدم لك العون من دون أن ينتظر منك أي نفع، الصديق من يبذل كل ما يملك في سبيل أن تصل إلى الخير حيث كان، صديقك لن يثبطك يوماً إنما سيشد على يدك، ويقول أنا معك الصديق. ذاك الشخص الذي سيحفظك ويذود عنك في غيابك، هو من سيجعلك ونفسه سواء.
إلى كل الأصدقاء الرائعين ممتنة لكم.
m.salem@alroeya.com

من الإمارات سلام

 قد يعتقد البعض أن منهج الإمارات في إبراز وتعزيز التسامح وتقبل الآخر أمر مستحدث، ولكن ما أود أن أنقله لكم اليوم هي الصورة التي يراها من زار هذه الدار الطيبة في سبعينات القرن المنصرم.

تحدثني صديقة عربية عن والدتها المعلمة التي عادت لبلدها منذ أكثر من عشرين سنة، وما زالت تتذكر كيف رحبت بها النساء في بيوتهن هنا، ما زالت تذكر الأسماء وتطلب مني أن أبحث عنهن. تقول إنه لم تزدري إحداهن ديني، لم يفرضن علي معتقداً، قبلنني بينهن كما أنا.
وبعيداً في الغرب، أرسل لي حفيد صاحبة القصة رسالة يقول فيها إن جدته الطبيبة ما زالت إلى اليوم تذكر كيف كان أهل الإمارات متسامحين «لم يرفضونا ولم يفرض علينا أحد أي قيود، كانت إقامتنا بينهم مزيجاً من التسامح والتقبل»، وذاك ما جعلها إلى اليوم ترسل رسائل لكل من تعرفهم من أبناء الإمارات في يوم الاتحاد مكللة بالدعوات بالنماء والرخاء.
إن دور الإمارات العربية المتحدة مشهود في مجال التسامح والسلام، شعب الإمارات دوماً يضرب مثلاً مشرفاً في تقبل الآخر، وأصبحت الإمارات أنموذجاً للسلام والتسامح على مستوى دولي، كما جاء في صحيفة الديلي ميل بأن الإمارات تحتل المرتبة الخامسة في خريطة التعاطف العالمي، ومما لاشك فيه أن هذا لم يأتِ إلا بقيادة حكيمة أنعم الله بها على الإمارات بحكام يسعون إلى جعل الإمارات أنموذجاً للتسامح والتعايش.