الخميس، 12 مايو 2016

كيف أختار كتاباً أقرؤه؟


مهرة سالم

كيف أختار كتاباً أقرؤه؟

اقرأ هي أول كلمة .. كلنا نحفظ عن ظهر قلب أن أول ما أنزل على الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، كان كلمة اقرأ، وهنا يظهر لنا مدى أهمية ومكانة هذه الكلمة في بناء أمة تظهر على باقي الأمم وينتشر نورها بالكلمة الحق. مللنا من طول الحديث المكرر هذا يدور في بعض الصدور الآن، ومعكم حق، لذلك سوف أختصر كثيراً ليكون الحديث أقرب لدردشة بين الصحب.
ماذا سأستفيد إذا قرأت؟ أدرك تماماً أن هذا السؤال هو الأساس في أي حوار مع من لا يعرف كيف يختار كتاباً يقرؤه أو لم يدرك بعد أنه يحب القراءة. كيف سأخبركم؟ لأنه لو سألت الآن ما فوائد القراءة ستكون الإجابات كالتالي: العلم، المعرفة، فهم الأمور، تطوير الذات، تسلية.
بالفعل كل ذلك من فوائد القراءة، والكثير غيرها. إذاً القراءة هي الفائدة والمتعة في آن واحد. وبالرغم من إدراكنا لهذه الأهمية إلا أننا نخطئ إذ نقول لا أحب القراءة، بينما الصحيح أن يقال كيف أختار كتاباً أقرؤه، ليكون مناسباً لأستفيد، وأطور نفسي، لأننا ندرك أنك عندما تقف في مكانك، فذلك بالتأكيد يعني أنك تتراجع وتتأخر، فكثير سيتقدمون، وأنت تراوح مكانك.
حدد هدفك: تتشابه الأهداف مع الفوائد، كل بحسب رغبته، لذلك قد يكون هدفك: تغير عادة، تكتسب مهارة، تستمتع بوقتك.
لذلك تجدون أن هناك طرقاً عديدة لاختيار كتاب جيد للقراءة، ولكن هنا أختصر عليكم. توجد أربع طرق لاختيار كتاب:
اسأل خبيراً: ذلك يعني أن تسأل من تثق به من المهتمين بالقراءة، إن كان صديقاً أو أحد أفراد العائلة أو المدرسة، فمن يقرأ بكثرة ستكون لدية قاعدة متينة، يستطيع من خلالها بناء رأي سليم وقوي، فخبرتهم تؤهلهم لذلك. وإن لم يكن في محيطك من يقرأ، ولكن تحب الاستزادة عليك بالبحث في موقع goodreads وهو موقع يضع فيه أغلب القراء آراءهم وتقييمهم للكتب. من خلال ذلك تستطيع أن تبني رأياً مبدئياً حول الكتاب الذي تسعى له.
جدول المحتويات: الفهرس يسهل كثيراً معرفة المحتوى، ويحدد لك الأقسام والألوان الفكرية المطروحة. من خلاله تدرك هل يحتوي على المادة التي تبحث عنها.
التمهيد: التمهيد هو الغلاف الحقيقي للكتاب لأن الغلاف دوماً يعد بأسلوب متقن، يجعلك ترغب بالشراء، لذلك قراءة التمهيد تساعد على أن تدرك ما هو المحتوى الفعلي وهل يناسب أم لا؟
أسلوب الكاتب هل يناسبك؟ كيف تعرف ذلك؟
من المهم أن ترتاح لأسلوب الكاتب، والمهم أن يرغبك أكثر في أن تستكمل القراءة، اقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، اقرأ من الصفحات الأولى ومن الصفحات التي بالوسط ومن ثم من الصفحات الأخيرة ولكن حذار من أن تقرأ الصفحة الأخيرة لأن لو أعجبك الكتاب وقررت أن تقرؤه ستكون حرقت المتعة. وإن لم يناسبك أسلوب الكاتب وجدته مملاً، وربما أغلب كلماته عصية الفهم، لا بأس، أنت تبحث عن كتاب وليس كاتباً. أعد البحث مرة أخرى، حتى تجد كتاباً بمحتوى تقبله، وبأسلوب تستطيع ترغب بأن تقرؤه.
شارك: المشاركة أمر مهم. بالمشاركة تكون تخطيت حاجز أنك لا تعرف كيف تقرأ، وتصبح لديك الرغبة بأن تشارك معارفك الجديدة، وهذا يساعد على أن تكمل المشوار، وتقرأ أكثر .. لا بأس أن تصور الكتاب، وتضع رأيك ونقدك بأسلوب راقٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، ليستفيد الآخرون أيضاً، وبذات الوقت تكون تكتسب من الردود وتتعرف إلى كتب جديدة.