السبت، 7 فبراير 2015

نسخ و إخفاء


وأنا أقلّب الصور في هاتفي ظهر لي خيار Copy or hide ..
توقفت قليلاً وتخيلت لو أن هذين الخيارين متاحان حقيقة،
تخيلت لو أن بإمكاني أن أضغط «نسخ» وأجد الشخص أمامي،
 شخص أشتاق حقاً أن يكون قربي جسداً،
أن لا يكون لديه انشغال،
 وليس لديه ارتباط بأن لا يقابل شخص مرغماً، 
ويترك من يحبه ينتظر طويلاً بل طويلاً جداً.
أن تكون النسخة خاصة بي،
 أن يكون وجهه أول ما أرى وآخر ما أغمض عليه عيني في المساء،
ولكن هل سأرضى أن تكون لدي نسخة وليس هو بشخصه،
ربما خيار الإخفاء أفضل؟ أخفيه عن العالم؟ أحصره لي؟ لا ينظر إليه أحد ولا يجده أحد؟
 أحاوره وحدي؟ فأنا من أراه وأعرف مستقره،
 قد يفتقده البعض، ولكن لا مجال هنا، فهو أصبح مخفياً عن الجميع خاصاً بروحي،
 أعوض بها كل ذاك الإظهار الذي تلاقفته البشرية.
الحقيقة أصبحنا نفتقد أحبتنا كثيراً، تجرهم وتجرنا الحياة،
 لم يعد لدينا سوى صور عبر الهاتف،
وإن كانت مباشرة صوتاً وصورة، ولكنها لا تكفي ولا تغني ولا تشبع
 عن الشعور بنبض قلب في حضن من نحب.
أم تنتظر ولدها أن يدخل عليها يقبل جبينها،
وطفل ينتظر والده أن يعود من العمل الذي لا ينتهي إلا بعد موعد نومه،
وذاك الشخص الذي ننتظر هو أيضاً ينتظر أن يعود ليريح جسده وفكره وتعب العمل في بيت دافئ.
لذلك لا مجال للنسخ والإخفاء، 
لا مجال إلا أن نحدد الأولويات، ونعطي كل ذي حق حقه.
رابط المقال في صحيفة الرؤية