الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

صنع بسحرك

في كثير من الأحيان يجذبني نغم معين، أجدني أستمتع بمخارج الحروف تحت وقع ذلك اللحن تحديداً، فبدأت بالبحث والقراءة في هذا المجال لأجد عالماً من الجمال الذي يتشعب ليملأ الحياة عذوبة، تحت مسمى فن المقامات الصوتية، الفن الذي تفرد بأن يقر ويوافق عليه ويستخدمه القارئ والمنشد والمغني على حدٍّ سواء.
ما زلت أبحث حتى أدركت معاني الألحان، والغريب مدى تأثيرها في مزاجي طوال اليوم، مثلاً أذان الفجر من مسجد الحي حين يكون على مقام النهاوند الذي يشع بالعاطفة والحنان والرقة، كان ذلك كفيل بأن يبعث النفس على التفكر والتدبر والخشوع، لتبدأ يومك باحثاً عن الجمال حولك في أصغر الأمور، وهو أيضاً مقام تتلذذ به في آيات السرور والنعيم.
بينما أذان الحرم الذي دوماً نردد أن له وقعاً ساحراً، وليس ذلك بالغريب، فهو يصنف تحت مقام الحجاز، المقام الذي أطرب له بشكل شخصي، مقام يمتاز بالهيبة والاحترام والحنية، تستشعره النفس، حيث إنه يميل إلى الحزن والعاطفة معاً، فتجد الجلال يسري في جنبات المصلين السائرين إلى الحرم.
فن المقامات من الفنون التي لم تأخذ حقها من ناحية التعريف بها، ومن ناحية تدريسها أيضاً، أستغرب ألا تكون ضمن المناهج الدراسية، فن يستفاد منه في الخطابة والحديث، والأهم أنه يهذب النفس.
«صنع بسحرك» هي اختصار للمقامات الرئيسية، ابحث للاستمتاع بها.

ليست هناك تعليقات: