السبت، 26 مايو 2018

الآنسة ثاتشر

في حديث ودّي مع إحدى الصديقات قالت لي إنها أصبحت لا تستطيع أن تظهر مشاعرها الإنسانية الطبيعية أمام الآخرين، بل وأصبح تبيان أي شعور إنساني سلبي عبارة عن مرض أو تهمة تلصق بالشخص، لم أخالفها الرأي مع الأسف أصبح هناك مغالاة في مفهوم السعادة مع جهل في معناها أيضاً، ونتيجة لذلك نجد لدى بعضنا إيجابية مؤقتة وسعادة خاطفة لكون الأساس غير سليم.
السعادة اختيار والإيجابية أسلوب حياة، تسعى له وتعمل على صقل نفسك لتصل إليه، ولكن ذلك لا يعني أنك يجب أن ترفض وتقاوم المشاعر الأساسية الأخرى التي فطرنا الله عليها، اختلاف المشاعر بين الضعف والاحتياج والبذل، تدل على أنك شخص سوي، واثق من ذاتك مقدر لما حولك، المشاعر المؤلمة التي أصبحت توضع تحت مظلة السلبية ليست نقصاً وإنما في الحقيقة هي ما تجعلنا نغدو أشخاصاً أسوياء، فالحزن كمثال دليل على إنسانيتك تخيل نفسك من دون أن تحزن على شخص فقدته، هل حقاً ستكون مرتاحاً؟ وهل ستكون طاقتك الإيجابية في أوجها؟ بالطبع لا.
ولكونك شخصاً اختار أن يكون سعيداً لا يعني بأي حال من الأحوال تحولك للبحث عن المثالية المفرطة، ومن أسباب الوصول إلى السعادة ألا تنظر لنفسك أنك كامل ومثالي، عليك تقبل طبعك البشري المجبول على المشاعر المختلطة الإيجابية والسلبية.

ليست هناك تعليقات: