السبت، 26 مايو 2018

العاقبة الأخلاقية

إن مفهوم العاقبة الأخلاقية راسخ بشكل متين في الإرث الإنساني، ويطلق عليها أيضاً مسمى الكارما، وتعرف بأن أي فعل خير كان أو شر سيعود على صاحبه بالنهاية، وهذا المعتقد واضح في العقائد والكتب المقدسة، وتجده أيضاً في الفلسفات اليونانية والهندية، لذلك دوماً ما تجد الأهل يربون أبنائهم على أساس العاقبة الأخلاقية، وأن ما تفعله اليوم من خير أو شر على حد سواء سوف يعود عليك بعد حين بذات الكم.
بادروسكي عازف البيانو البولندي الشهير في وقته، يُحكى أنه قدم حفلاً موسيقياً في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد انتهاء الحفل اكتشف أن منظِّمي الحفل طالبان يسعيان لجمع المال لإتمام دراستهما، إلا أن خيبتهما كانت بأن الحفل لم يعد عليهما بالربح المتوقع ولم يستطيعا دفع أجرة عزف الفنان كاملة، ليكون رد بادروسكي بأن ما جُمع للحفل هو هدية منه ليتِما دراستهما. وبعد الحرب العالمية الثانية كان بادروسكي رئيس وزراء بولندا، واضطر لطلب المساعدة لإطعام شعبه فقوبل بالرفض، إلا من قِبل رئيس مكتب الطعام والمعونة هربرت هوفر، فشكره بادروسكي ليرد هوفر بأن لا داعي للشكر، وذكره أنه أحد الطالبين اللذين قدم لهما الدعم وقت حاجتهما.
لذلك قبل إصدار أي كلمة أو فعل تذكر أنك ستحصده غداً، فانتبه لما تزرع.

ليست هناك تعليقات: