الخميس، 22 مارس 2018

سعادة صغيرة

أذكر عندما كنت أتدرب على قيادة السيارة، كنت في بداية التدريب في منطقة ذات زحام شديد، توقفت مع الآخرين عند الإشارة الحمراء، وكما يبدو أني كنت قد عقدت حاجبي وتظهر علي علامات التوتر، في تلك اللحظة انتبهت إلى قائد المركبة المجاورة، أنزل النافذة قليلاً وأخرج يده مشيراً بإبهامه بحركة تعني إنك جيدة وتستطيعين أن تخوضي في الزحام من دون توتر وقلق، فما كان مني إلا أن ابتسمت أنا والمدربة التي تجلس قربي، لأكمل ذاك اليوم بسعادة وقدرة أكبر على تخطي الصعوبات.
إن العطاء ليس محصوراً في المال كما يظن البعض، تقول جويس هيفلر: غالباً ما نفكر في العطاء على أنه الهدايا العينية التى نمنحها، ولكن أعظم عطاء يمكن أن نقدمه هو العطاء من وقتنا، وإحساننا، وحتى المواساة التى نمنحها لأولئك الذين يحتاجون إليها، إننا ننظر لتلك الأشياء على أنها غير مهمة؛ إلى أن نحتاج إليها.
قد تكون تربيته على كتف تلميذك في الصباح، ربما هي سؤال العامل عن أحوال أهله في بلاده البعيدة، وربما هي مسحة بيدك على رأس طفل يتيم، العطاء هو إحساس بمن حولك، والقيام ببادرة لطيفة اتجاههم، جرب أن تقدم تلك السعادة الصغيرة، ولا تستغرب جمال انعكاسها عليك.
وكما ورد عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق).

ليست هناك تعليقات: