السبت، 15 أكتوبر 2016

لذائذ الدنيا

 



مهرة سالم
يقول الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله “إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب وبالعواطف كما تجودون بالمال”.
منذ سنين وأنا أفكر بها من منظور بعيد جداً عن العائلة لم يخطر لي أننا نحتاج لأن نجود بالحب لعوائلنا فهو أمر فطري.
شدني موقف أن الأم والأب يجبران صغيرتهما على الابتسام وهي تجلس في إحدى الألعاب بأسلوب الأمر، وإن لم تكن ابتسامتها كافية لتلك الصورة، يتدخل الأب ليجعل الصغيرة تبتسم، وما إن يحصلا على مبتغاهما، صورة بها طفلتهما تبتسم ابتسامة عريضة لتبين السعادة بما يقدمان لها، ينصرف الوالدان لاختيار الفلتر المناسب، وأين ستنشر الصورة تاركين الصغيرة تذبل مع ابتسامتها.
لست أشكك بحب الوالدين لطفلتهما، هما يتكلفان أموال كثيرة لملبسها ولعبها ودراستها وتربيتها، ولكن كل ما تحتاجه تلك الصغيرة هو أن يقترب أبوها منها لتبتسم بصدق، أن تكون أمها معها في الصورة جوارها لا آمرة من بعيد.
ومن منا ليس به من تلك الخصال في زمن التواصل الاجتماعي، ولكن الأطفال على فطرتهم، لذلك يدركون إن كان الاهتمام حقيقياً أم لا.
الصور التي تحفظها الذاكرة التي رزقنا الله تدوم عمراً سرمدياً، والقلب له ذاكرة لا تمحى وإن ذهب العقل يوماً.
والصغار بقلوبهم يجمعون صوراً وذكريات، أيها الأحبة جودوا بالحب لأبنائكم كما تجودون بالمال.
m.salem@alroeya.com

ليست هناك تعليقات: