الأربعاء، 15 يناير 2020

نواقيس العزلة



لا شيئ يعيدني للكتابة مثل الشعور بالكلمة أن يصلني إحساس معين ( صادق جداً) من خلال موقف أو رواية، عندما أقرأ للكاتبة لطيفة الحاج دوماً ما أجد نفسي بين حروفها كصديقة تحمل في صدرها مشاكل صديقتها كأني بين سطورها إحدى الشخصيات المنسية أو الظاهره المهم أني اجدني جداً و أحس جداً بين أسطر روايتها، فلم تكن نواقيس العزلة فرقاً و لم تأخذني إلا لنفسي و لم تبعدني إلا عن بعض الظنون و لكن ليس طويلاً، فلطيفة الحاج كاتبة أنيقة ترسم بقلمها عبارات رشيقة و رقيقة  مفعمه بالاحساس عندما تكتب عن بنات جيل في منطقة معينة من الصعب لا يرتسم أمامي صورة لبعض الوجوه التي عرفت وعندما تسرد بشكل مبتكر مشاعر المرأة في مختلف مراحل نضجها و النضج بالطبع يحتاج لتجربة و مواقف و الكثير من الألم و لا ننسى الفرح أيضاً فهو عامل مساعد ربما،  لأن لطيفة الحاج تخوض بجرأة ناعمة في قضايا المرأة الإماراتية واصفة مشاعرها الحقيقية بجرأة محترمة نعم هي تحترم بيئتها و تحترم عاداتها وتقاليدها وتحترم أيضاً المصداقية التي توصلها لنا من خلال الشخصيات، ما ربطني بنواقيس العزلة الكثير كأنه يؤرخ أطوار نضوج المجتمع من خلال الشخصية من طفلة وحيدة تتم حمايتها بشكل مفرط بطبيعة الحال متناسين أنها طفلة صغيرة لديها أحلام وردية بريئة
إلى مراهقه منغلقه بسبب الخوف عليها و أنها نقطة ضعف العائلة و يجب حمايتها بتخويفها من كل مشاعرها التي بدأت تتعرف عليها مشاعر الوردة التي تتفتح على مهل وبتعقل فبطلتنا رقيقة و مطيعة و زرع بها الخوف لأنثى متفتحة تخشى أن يعلم والدها أن الخاطب قد رآها قبل الخطبه إلى زوجة تحاول أن تكون مثل أمها سند لزوجها لتكتشف أنها فتحت لهما أبواب من عالم الشهرة وما تخفيه من ألم و فرح و جنون لذيذ أو جنون مؤذي، ففي كل رواية يكتبها زوجها تبحث عن نقصها هي عن اجهاضها الي اعتبرته تقصير منها و خطأ لا يغتفر لتحاسب نفسها وتحبسها بين الروايات أليست زوجة كاتب فكيف ستهرب إليه ليطبطب و يواسي إلا من خلال رواياته.
ما الذي تغير هنا تغير الكثير لم تعد كاتبتي المفضلة تعتمد على أسلوبها الرقراق العذب السلس أصبحت، تكتب باسلوب ( احترافي) و لو أني لا أظنها و لا أجدها الكلمة المناسبة فهي حقاً تحترف الكتابة و تبدع فيها و لا زالت عذبة و رقيقة و سلسلة القلم و المشاعر لذلك لنقل أن هناك اسلوب جديد أجد أن الكاتبة سوف أو لنقل ربما تعتمده في مقبل اصداراتها الروائية، لا أدري و لست أبحث عن اجابة و لكن أعلم تماماً أنها دوما تأسرني بين صفحاتها و كلماتها، أخبركم ذلك لأني خشيت في البداية من تغير الإسلوب في الرواية و لكن لم يختلف شيئ سوى الإسلوب فالإحساس كما هو وكما عهدتها أوصلته لي كما أحب.
عندما تقرأ للطيفة الحاج اترك لها نفسك.



ليست هناك تعليقات: