بالأمس
خلدت إلى النوم في الساعة الثامنة و النصف مساءًا، وذلك يعتبر حدث مهم كوني إعتمدت
نظام حياة الوطاويط منذ أن تخرجت من الكلية، الحقيقة أن السبب كان إرتفاع درجة
حرارتي و بداية المرض، وكما يعرف قراء هذه المدونة المخضرمين، أن شهيتي للكتابة و
العودة للتدوين تكون في أغلب الأحيان تحت تأثير الحمى، عموماً ليس هذا ما يشغلني
حالياً، إنما تلك الشعرة البيضاء التي لا أعلم كيف تجرأت و خرجت للعيان منذ ما
يقارب الثلاثة أشهر، لم ألقي لها بالاً في البداية حتى ظهرت أخرى تناصرها في غرتي،
فأصبحت بشكل يومي أنظر لهذه الشعرة الناصعة البياض، و من ثم ادركت أني بدأت أتغير
لنقل أنضج تبدو أجمل، اصبح حديثي مع صديقاتي الاتي بنفس عمري كون لدي صديقات من
مختلف الأعمار، أصبح حديثنا عن المفاجآت التي تحدث لنا، الألم الذي أصبح يصيبنا من
أقل الأمور المرض الذي أصبح أشد وطأة المزاج الذي تغير و بالتأكيد الهدوء و
السلام، أصبحنا نتحدث في البداية بخجل حتى أصبح الحديث ممتع مسترسل بأن لا بأس
فنحن ننضج، من الطبيعي أن يكون المرض أقسى علينا فأجسادنا تخطت العشرينيات بقليل،
وأيضا من الطبيعي أن نتغاضى عن الكثير من المنغصات ونكمل يومنا بشكل طبيعي كون
لدينا خبرة بأن كل الأمور ستحل مع الوقت فلا داعي لأن تبرز تجاعيد الوجه مبكراً
ولا أن نصاب بارتفاع ضغط الدم و إلا ماذا سيتبقى للأربعيينيات المقبلة، حسناً تقول
الآن ومادخلي في أزمة بداية الثلاثينيات لديك، لا شيئ يا صديقي، أنا في انتظار أن
تنخفض درجة حرارتي و أن يخف ألم ظهري و الصداع فقد أخذت قرصين من المسكن و أشرب
عصير الجزر الآن، لذلك لا يوجد هدف مما تقرأه هنا، أنا اكتب لنفسي، وربما بعد أن
افيق من هذه الحمى قد أمسح هذه التدوينة من يدري.
نهاركم
سعيد