الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

عن الاكتئاب أحدثكم

 ماذا سيقول الناس عني؟ للأسف ما زالت هذه الجملة تسيطر بشكل كبير على المواطن العربي، الذي أصبح اليوم أكثر تقبلاً لمناقشة قضايا المجتمع بشكل إيجابي، ولكنه يصاب بالبكم حين ترد كلمة مرض نفسي، يُعد العاشر من أكتوبر اليوم العالمي للصحة النفسية، ومن خلاله يسعى جميع المهتمين للتوعية بأهمية معرفة والاعتراف بهذه الأمراض، التي لا تختلف عن الأمراض الجسدية التي نعرف، فهي تماماً مثلها تحتاج لتشخيص وعلاج.
وبسبب الضغوط المستمرة وروتين الحياة الحديثة أصبح الاكتئاب من الأمراض المنتشرة بشكل كبير في المجتمعات، الاكتئاب مثل أي مرض يصيب الأشخاص ويسبب لهم ألماً نفسياً وجسدياً جسيماً، وكما جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية فالاكتئاب السبب الرئيس الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.
الاكتئاب يسحب الشخص من حياته بهدوء، بالرغم من استشعار المريض للأعراض ولكن يفضل ألا يناقشها مع أحد أو يستشير فيها طبيباً، خشية من ما سيطلق عليه من ألقاب تنتقص من سلامته العقلية، ومن ثم عزله من المجتمع بشكل مجحف، وهذا هو السبب الرئيس في أن يصل الحال بشخص يعاني من مرض إلى الانتحار، بالرغم من توافر العلاج الناجع لحالته.
لذلك هناك ضرورة أن يكون هناك توعية بشكل رسمي لمختلف الفئات، لخلق مجتمع متحضر يعترف ويدرك أهمية الصحة النفسية وتأثيرها في نهضة المجتمع.

صنع بسحرك

في كثير من الأحيان يجذبني نغم معين، أجدني أستمتع بمخارج الحروف تحت وقع ذلك اللحن تحديداً، فبدأت بالبحث والقراءة في هذا المجال لأجد عالماً من الجمال الذي يتشعب ليملأ الحياة عذوبة، تحت مسمى فن المقامات الصوتية، الفن الذي تفرد بأن يقر ويوافق عليه ويستخدمه القارئ والمنشد والمغني على حدٍّ سواء.
ما زلت أبحث حتى أدركت معاني الألحان، والغريب مدى تأثيرها في مزاجي طوال اليوم، مثلاً أذان الفجر من مسجد الحي حين يكون على مقام النهاوند الذي يشع بالعاطفة والحنان والرقة، كان ذلك كفيل بأن يبعث النفس على التفكر والتدبر والخشوع، لتبدأ يومك باحثاً عن الجمال حولك في أصغر الأمور، وهو أيضاً مقام تتلذذ به في آيات السرور والنعيم.
بينما أذان الحرم الذي دوماً نردد أن له وقعاً ساحراً، وليس ذلك بالغريب، فهو يصنف تحت مقام الحجاز، المقام الذي أطرب له بشكل شخصي، مقام يمتاز بالهيبة والاحترام والحنية، تستشعره النفس، حيث إنه يميل إلى الحزن والعاطفة معاً، فتجد الجلال يسري في جنبات المصلين السائرين إلى الحرم.
فن المقامات من الفنون التي لم تأخذ حقها من ناحية التعريف بها، ومن ناحية تدريسها أيضاً، أستغرب ألا تكون ضمن المناهج الدراسية، فن يستفاد منه في الخطابة والحديث، والأهم أنه يهذب النفس.
«صنع بسحرك» هي اختصار للمقامات الرئيسية، ابحث للاستمتاع بها.

استمع إلى نفسسك

تقول سيدني هاريس: وقت الاسترخاء يحين عندما لا يكون لديك وقت له، إن الشعور بالإجهاد في مجتمع اليوم أمر أصبح واقعاً وعلينا تقبله، وخصوصاً بعد العودة إلى الجدول اليومي المزدحم، وذلك أمر لا نستطيع التحكم به، ولكن بمجرد معرفة كيف ومتى نصاب بالإجهاد، وهو أمر يقع ضمن مقدرتنا، عندها نعمل على التخطيط له وتجنبه.
ليس من الغريب شعورنا بالإرهاق والتعب في آخر يوم إجازة أسبوعية، وأيضاً المزاج الحاد في منتصف يوم عمل طويل، وربما تتضاعف الأمور لتكون هناك آلام جسدية مرتبطة بالضغوطات النفسية اليومية التي نتهاون في معرفة أسبابها أو البحث عن حلول لها.
إذاً ماذا نستطيع أن نفعل حيال ذلك؟ هناك العديد من الطرق التي تساعدنا في تخطي هذه المنغصات، ولكن أجد الأهم هو التركيز على كيفية منع حصول الإجهاد في المقام الأول، وهذه بعض النقاط التي قد تساعد في تجنب الإجهاد.
1-القيام بمهمة واحدة محددة في كل مرة يساعدك على التركيز ويعطيك شعوراً بالإنجاز دون إجهاد.
2- استمع إلى نفسك، وافهم احتياجاتها، وامنحها فترة راحة.
3- كلنا نسعى إلى الكمال، ولكن يجب أن تدرك أن المطلوب منك أن تعمل ما في استطاعتك فقط.
4- أهم النقاط التي تعلمتها من خلال تعاملي اليومي، فصل العمل عن الوقت الخاص، فلا تبدأ عملك قبل الوقت ولا تكمل بعد انتهائه.

لمن تقرأ؟

في السابق لم أكن أتعب كثيراً في انتقاء الكتب، كان هناك دوماً أسماء تتردد بشكل دائم أنها أفضل الكتب، وللمصداقية لم أكن أعلم لماذا؟ ولكن كنت أقتنيها مثل غيري من مدمني الكتب، أما الغريب أني في أغلب الأحيان أحصل على أسماء كُتاب جدد، وليس جدداً بمعنى للتو ولجوا عالم الكتابة، إنما أسماء لم تُعرف بالرغم من وجود إصدارات عدة لهم.
كبرت وتطفلت على عالم الكتابة، ولتلوموا الصحافة فهي ما شغفتني حباً، ولكن وجدت أن الوضع لم يتغير، لا تزال هناك هالة من القدسية على بعض الأسماء، بالرغم من أني أجد ما يقدمونه لا يتعدى ثالوث الكتابة الأزلي، واكتشف بين حين وآخر أسماء كُتاب جدد، وهنا أقصد أسماء لم تحظ بالشهرة التي تستحق، قد طمرت إعلامياً.
وذلك ما يجعلني أتفكر طويلاً، هل أصابتنا مواقع التواصل الاجتماعي بالعمى الأدبي، هل أصبح المهم أن يكون لك متابعون لكي تحظى بقيمة أدبية؟ أنا هنا لست أنتقد ولا أقيم، وبالتأكيد هناك اختلاف أذواق وتشعب في الآراء في هذا الموضوع بالذات، موضوع الكاتب ومن ثم الشهرة أم الشهرة وما يشبه كاتب، وإن توافق الاثنان فذالك خير على خير.
مؤمنة بأن الكاتب الحقيقي يفرض نفسه، وإن كان ذلك بعد رحيله، وأن ما دون ذلك سيرحل، إنما لا يزال لدي تساؤل، أعزائي القراء عموماً ما الذي يجذبكم، وكيف تختارون؟