السبت، 8 يوليو 2017

عطر

بعد زيارة صباحية لأحد محلات العطور وجدت الروائح العطرة تلفني، وكأنني قد لبست أكليلاً من الزهور والورود المعطرة بالمسك والعنبر، واستمرت معي حتى وقت طويل بعضها خفت والآخر بقي، ولكن الشاهد في الأمر أني كنت مستمتعة جداً بها بل وأعطتني طاقة غريبة لأكمل عملي طوال اليوم باستمتاع تام، وأيضاً أصبحت أكثر تفاعلاً مع من حولي.
في المساء بدأت مقارنة صغيرة، بين مدى تشابه العطور وتأثيرها في النفس، والأصدقاء وتأثيرهم فينا، وجدت أن هناك شبهاً مهولاً بين الاثنين، بحيث أن الأصدقاء مثل العطور تماماً، هناك أصدقاء مثل العطور الثمينة النادرة والفواحة التي تثبت وتبقى طويلاً، تجدهم معك حين تحتاج إليهم لا يخذلونك ويبقون ملتصقين فيك بالرغم من التغيرات التي تمر بها وتظل كلماتهم مثل العطر تريحك وتشد من عزيمتك، وهناك أصدقاء مثل العطور الجميلة المعقولة والمقبولة، التي لها وقت ومن ثم تخفت تدريجياً حتى تجددها، ولكن يبقى لها وقع جميل في نفسك.
هؤلاء الأصدقاء الذي يبقون معك طوال اليوم، تخرج معهم وتتشارك معهم اهتماماتك، بينما هناك عطور لا تمت للعطور بصلة، مجرد شكل أو اسم يخفي رائحتها التي لا تطاق، بمجرد أن تستخدمها تدرك أنك خسرت مالك ووقتك وربما بعض احترامك لذاتك، كما من ظننته صديقاً ومع أبسط اختبار يومي تجده ينقلب عليك ويتركك. الصديق كالعطر كل ما عليك الاختيار.