الأربعاء، 13 مايو 2009

خير أمة

بسم الله الرحمن الرحيم ...

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ‏قال عمر: ما هذا ‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا ‏قال: أقتلت أباهم ؟‏ قال: نعم قتلته ! ‏قال : كيف قتلتَه ؟‏ قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟ ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال:‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله ‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا! ‏قال: أتعرفه ؟ ‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟ ‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إنشاء‏الله ‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! ‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت ‏الصحابة واجمين ،عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولاتنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون ‏معه‏ فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وماعرفنا مكانك !!‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟ فقال أبو ذر :خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
..........
جزى الله من نبهني إلى هذه القصه خير الجزاء...
.......................
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّة الْمُحَمَّدِيَّة بِأَنَّهُمْ خَيْر الْأُمَم فَقَالَ تَعَالَى " كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف عَنْ سُفْيَان بْن مَيْسَرَة عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " قَالَ : خَيْر النَّاس لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِل فِي أَعْنَاقهمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَام وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَعِكْرِمَة وَعَطَاء وَالرَّبِيع بْن أَنَس " كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " يَعْنِي خَيْر النَّاس لِلنَّاسِ : وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ خَيْر الْأُمَم وَأَنْفَع النَّاس لِلنَّاسِ وَلِهَذَا قَالَ " تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَتُؤْمِنُونَ بِاَللَّه.......
(((تفسير إبن كثير ))))
...................
الحمدلله على نعمة الإسلام
الحمدلله ..
لو لاه لكنا أحطاب جهنم ..
الحمدلله...
.....................................
حملة فينا خير
يطلقها موقع ثقافه
هي كانت في رمضان ومستمره
................
في أمان الله

هناك 25 تعليقًا:

أ / أحمد عبد المنعم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة نهــــــــــــار
بارك الله فيك وفى قصتك الرائعة فما أحوجنا إلى تعلم هذه القيم الإيمانية التى هى فى الحقيقة أسس الدين فالدين المعاملة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فالشهامة والمروءة والكرم من أهم أسس الدين
فها هى الشهامة تعيد الوفاء وتعيد العفو إلى القلوب

ادم المصرى يقول...

الله كان نفسى اسمعها تانى بجد ربنا يباركلك وجعلو الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله

اقصوصه يقول...

تدوينه مفيده نهار

جزاك الله خير على الطرح :)

رحيق يقول...

السلام عليكم
الحمد لله على نعمة الاسلام
والحمد لله ان عمر ليس موجود

والا قتلنا جميعا

جزاك الله خيرا

r يقول...

الحمد لله ملئ السموات والارض على نعمه الاسلام
تعرفى حتى فى الزمن دا اللى بنقول فيه فين خير زمان بردوا الواحد بيشوف ويقابل ناس بتخليه فعلا يصدق ان الخير فى الامه دى ليوم الدين
ربنا يزيد منهم ان شاء الله
القصه دى مؤثره جدا
ربنا يكرمك

مهرة سالم يقول...

أ.أحمد عبدالمنعم.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزيت خيرا أستاذي ...
ونسأل الله أن نكون ممن خلقهم القرآن...
......
ولك خالص الشكر...
وبارك الله فيك...
......
في أمان الله وحفظه...

مهرة سالم يقول...

ادم المصري ...
الحمدلله أن سمعتها مره جديده بالفعل قصه لا تمل...
جزيت خيرا لتواصلك..
....
في أمان الله...

مهرة سالم يقول...

اقصوصه....
اقصوتي ...
مشكوره الغاليه ....
وبارك الله فيكِ ...
....
دمتِ بخير

مهرة سالم يقول...

رحيـــق....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
حقيقتا صدقت .....
...
بارك الله فيك ...
....
في امان الله ...

مهرة سالم يقول...

بسنــــت.....
شكرا لكِ عزيزتي ....
نسأل الله أن يزيد منهم ..
وأن يجعلنا نحن أيضا منهم...
فالنتفائل خيرا ...
ولا نقنط...
........
في أمان الله ...

فراشة المرج يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قصة مؤثرة حقا
ورائعه

رحم الله سلفنا الصالح
سيرتهم فواحة كالعطر


جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

شكرا لك على هدة القصة الجميلة لقد استمتعت بيها

فشكووول يقول...

العزيزه نهار
لا احد فى عدل عمر ولا احد فى خير الصحابه ولا احد فى صدق التابعين
بارك الله فيك وفى قولك
اعتذر عن التأخير فقد كنت خارج المنزل لمده كبيره
تحياتى

صاحب المضيفة يقول...

جزاكم الله كل الخير على تلك القصة الرائعة


تحياتي

مهرة سالم يقول...

فراشة المرج....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
طيب الله جمعتك...
وسائر أيامك..
........
شكرا لمرورج العطر...
...
دمتِ بخير

مهرة سالم يقول...

angel.......
أتمنى لك المتعه والإفاده دومــا...
.....
شكرا لتواصلك...
...
دمت بخير

مهرة سالم يقول...

م.الحسيني لزومي...
شكرا لدعوه...
أن شاء الله ....
....
اللهم فرج هم إخواننا في فلسطين....

مهرة سالم يقول...

فشكووووول....
الحمدلله على السلامه ....
وشكرا لمرورك...
........
الله يصلح أحوالنا ....
وييسر أمورنا فيما يحب ويرضا ..
...
دمت بخير

مهرة سالم يقول...

صاحب المضيفه.....
بارك الله فيك أخي ...
وشكرا لمرورك...
...
دمت بخير ...

may يقول...

صديقتى نهار

استفدنا افادك الله

تدوينة تحمل فى طيتها معانى كثيرة وقيم كبيرة افتقدنها فى زمننا هذا

نسئل الله العفو والعافية

مكانك هذا يبعث فى النفس الراحة والاطمئنان

مى

lil.D يقول...

شكرا نهار على القصة ..
خير أمة فعلاً ..
:)

مهرة سالم يقول...

may.........
شكرا لمرورك الطيب....
وكلماتك الرقيقه...
دمتِ بخير أختي......
......

مهرة سالم يقول...

lil.D........
مرحبابج دوم الغاليه ....
....
ونسأل الله أن نكون من خيارها ....
...
دمتِ بخير

lOsT يقول...

سبحان الله ..
هذا عمر رضي الله عنه الذين قالو عنه بأنه حرف الدين أين هم من هذه القصه !!

لو كان عمر في زمننا هذا لما رأينا ظالماً طليقاً

الحمدلله على نعمة الإسلام
اللهم احشرنا مع محمد ومع آله وصحبه اجمعين

جزيتي خيرا نهار وجعلها الله في ميزان حسناتك =)

مهرة سالم يقول...

لو ســــت.....
الله يجزاج خير عزيزتي .....
هذا هو أبو حفص هذا هو الفارووق....
.......
اللهم آمين...
....
في أمان الله